لا شيء يعجبني

لا شيء يعجبني

أنا مسافرة الباص في قصيدة درويش 

و أريد أن أبكي

أنا مسافرة الباص و أنا درويش

الذي تعب من السفر

كلامك درويش سكب في قلبي حزنا،

انهمر من عيني دمعا و آلمني

كنت أظنني مختبئة و ما دريت

كيف اقتحمت علي نفسي

كنت أظنني أجيد الهروب  من يأسي

لكن كلماتك الفتاكة قوضت قصري الرملي

حسبت أني أحسن النسيان،

أصل إلى بر الأمان

لكنك أطحت السور من حولي

بضربة فأس

سمعت حديثك يوم السبت أعجبني

تقول لي لا شيء يعجبني

بكيت لصوتك الحزين و نبرة اليأس

و كذا يوم الأحد قلت لي و جعلتني أبكي

و بالأمس الاثنين ركبت الباص كعادتي

جلست حذو النافذة  لا شيء يعجبني

لا الأغاني في الراديو و لا الأخبار إذ تأتي

و أخيرا وجدتني أبكي

اليوم أيضا لا شيء يعجبني

لا أزيز الطائرة يهتز له بيتي

و لا خبر جريمة الأمس وقعت في مدينتي

و لا الجنازة التي شيعت اليوم ولدا 

 في زهرة العمر

ولا كذب الصدق في القول

و الإخلاص في العمل

لا شيء يعجبني

لا الثورة المتعثرة في بلدي

و لا الطبيب الذي قتل المئات بدمشق

و لا حرب ليبيا و لا فلسطين في حبس

تعبت من قلة حيلتي
مللت من بؤسي

لا شيء يعجبني 

 و أنى لي غير ذلك؟

وطني يحترق و جلاده يصر على الكرسي

وطني عربي، شعبه أبي و شديد بأس

فلأدعه لربي ولأمضي

ما أنا إلا مسافرة تعبت من الحرص

نعم أنزلني هنا أنا كدرويش لا شيء يعجبني

لكنني حقا تعبت من السفر