12/26/2016

خواطر مسلمة




في بلد الواقواق تسمع في الأخبار أنه تم قتل أحد الأشخاص أمام بيته رميا بالرصاص، "أحد الأشخاص"، هكذا بكل صفاقة! فلا هو مهندس عبقري ولا هو مخترع ذكي ولا هو مجاهد تقي في صفوف المقاومة ولا هو أخ في الله وَفِيّ للفلسطينيين و مناصر فعلي لقضيتهم الرافعة الخافضة. لكن ذفر الكيان الصهيوني سرعان ما انتشر في كل مكان كما ينتشر على الدوام حيث الموت والخراب والقتل الجبان. جنود البامبرز أطلقوا كلابهم تسعى في بلدنا المستباح ...

حيث يحلو لمدعي العلمانية أن يقحموا الدين في السياسة. فتراهم في المولد النبوي يرفلون في جِبابهم الإسلامية التونسية ثم يجلسون القرفصاء في مسجد يتجاذبون أطراف النفاق السياسي ويجذبهم النعاس من خفي. فهذا يلبس جبة بلون خمري وآخر يلبسها بلون سكري والآخر اختار لها لونا كلون الرماد الذي يذروه في أعين الناس ليسحرهم أو كالذي يركمه على قلبه عساه أن يخفي النار التي تتأجج بين أضلعه، نار الشهوة والغرام، شهوة السلطة وغرام القوة والشهرة. وأقلهم نفاقا يأتي بزي الإفرنجة العالمي ويقلب أعينا كالحة على الحاضرين، تراه عبوسا حامض الوجه قمطريرا، فكأنما وجهه بالخل منضوح. ينظر شزرا إلى غريمه السياسي وزملائه في الكذب في القول والتسويف في العمل ثم يلعن بعضهم بعضا.

وللنساء نصيبهن من حفلة اليوم الوطني للباس التقليدي أو ما يسميه رجال السياسة ودهاة فن التواصل الاحتفال بالمولد النبوي وما كان أحراهم بأن يظهروا حبهم للدين وللرسول باتباع سنته في حضور صلاة الجمعة والعيدين والاختلاف إلى المساجد في غنائم رمضان الليلية. لكن العادة غلبت العبادة وحب الدنيا طغى على الآخرة  ولولا المكر والمداهنة لما رأيت أحدهم يقتحم بناصيته الكاذبة الخاطئة ساحة المسجد فيدنسها. وما كان أجدرهم أن يذهبوا بِسِرْكِهم السخيف فينصبوا خيامه حيث ألقت ويُعفوا  بيت الله ثم الناس من سوء مطلعهم وخبث نيتهم. ووالله عجبت لهم، يدعون الحداثة والتجديد ثم لا يأتون إلا بالقديم والتقليد فكانوا شر خلف لشر سلف فهل سبقهم إلى ما هم فيه إلا زين الهاربين وكبير المجرمين؟ اللهم اكفنا شر جهلهم وغفلتهم.

وفي بلد الوقواق ستجد تجوعية سابقة كادت أن تحوز على موقع دنيوي تحسبه مرموقا لولا شرارة الثورة التي أتت على أرض أحلامها السلطوية فصيرتها قاعا صفصفا، ستجدها تعلن وبكل وقاحة أنها لم تسمع ولن تسمع ولا تحب أن تسمع شهادات ضحايا التعذيب والاستبداد في جلسات الاستماع التي مرت بنا كما يمر الإعصار فترجف القلوب وتدمع العيون ويبكي الفؤاد ويجف الحلق ويزيغ البصر من هول ما سمع وما لم يسمع. لكن هذه الآدمية نزعت ثوب الإنسانية وأسورة الأنثوية ثم تجردت من الموضوعية وخرجت علينا في كامل عورتها الفكرية وقلبها المريض ونفسها الأنانية لتعلن ازدراءها واستنكافها وترفعها وعلوها على هذه المعمعة وما درت المسكينة أنها بقولها هذا نزلت من عل بل هوت من شاهق إلى حضيض البهيميةلكن هكذا يصنع جنون الفكرة الثابتة بصاحبه وما أراها إلا وقد اعترتها لوثة جاهلية فاللهم اشف القلوب قبل العقول.

وهي هي التي تسرد عليك مرض زوجها وكيف رجعت من عملها فجاءها أقاربه يعودونه فأكرمت وفادتهم وبالغت في تبجيلهم ثم عند انتشارهم غضب عليها زوجها لأنها لم تقدم لهم العشاء. يا للضحية المسكينة ويا للجلاد الظالم. أنا أيضا لا أحب أن أستمع لجلسة الاستماع هذه، فكأني أستمع إلى الإنسانية الحاضرة الغائبة، أو إلى الضمير الإنساني المعتوه، فإما أن يكون حيا فيتكلم عند كل نازلة وإما أن يكون ميتا فيصمت إلى الأبد ويريحنا من هذيانهوجزى الله عنا الإمام الشافعي خير الجزاء فقد نبهنا إلى سورة عظيمة نقرؤها ولا نعيها هي سورة العصر، قال فيها رحمه الله "لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم" فهي منهج قويم لعلاقة الإنسان بربه.
جعلنا الله من المؤمنين العاملين الصالحات والمتواصين بالحق والمتواصين بالصبر... فطريق الحق طويل..

سلام على الشهداء وتحية إلى روح المقاومة في كل مكان، مقاومة الشر بكل أنواعه وتجلياته، مقاومة الباطل بمختلف أشكاله وأهوائه، تحية إلى المقاومين في الثغور، ثغور الأرض وخاصة ثغور النفس والقلب والضمير، تحية إلى العلماء الصالحين ودعاة التنوير، هم النجوم في عتمة قلوبنا.

قال مصطفى صادق الرافعي أستاذ الأساتذة وملجم المدعين والزنادقة ونابغة الأدباء والفلاسفة في إحدى جوامع كلمه الخالدة، قطفتها لكم من أول كتاب قرأته له "تحت راية القرآن"







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Cher journal

Cher journal En ce temps de sécheresse artistique et d'absence de vrais tourments et de réels "problématiques" dans ...