عندما لا تجد
في بلادك مادة إعلامية واحدة تستسيغها المعدة ويقبلها العقل السليم ويستلطفها الذوق القويم
فاعلم أننا مفلسون.
حين تبحث عن
شيء تتفرج فيه قصد الترويح البريء عن نفسك ثم لا تجد بغيتك فاعلم أننا مفلسون.
حين تبدأ نشرة
أخبار الثامنة بخبر اختتام مهرجان قرطاج للمسرح وكأنه النبأ العظيم والحدث الجسيم،
أما فلسطين وشهداؤها وانتفاضة السكاكين فلتذهب جميعها إلى الجحيم، فاعلم أننا
مفلسون.
حين يغيب
الإبداع عن الفن ويستشهد على عتبة الابتذال والتقليد والتهريج البليد، فاعلم أننا
مفلسون.
حين تفتح
التلفاز لتجد جريمة مروعة يقع تجسيم أحداثها الكئيبة وتفاصيلها الفظيعة في فيلم
رعب أحمر سيء الإخراج لاستجلاب المشاهدين الغُفَّل، فاعلم أننا مفلسون.
حين تشارك
نائبة ومهرجة سابقة عن حزب إسلامي في برنامج قمار علني، حين تذهب بإسلامها وحجابها
لتجرب حظها في لعبة ملايين مجنونة، فاعلم أننا مفلسون.
حين يغيب الفن
الإسلامي الهادف وتخلو الساحة للبذاءة والصفاقة والتفاهة والرداءة والنكات الخبيث والطرح السخيف والعبث واللعب والكذب
والتسويف، فاعلم أننا مفلسون.
حين تكمم
الأفواه وتعزل صفوة الأئمة بلا ذنب ولا تهمة ممن لا يخافون في المؤمنين إلاّ ولا
ذمة، حين نُحرم من ليوث المنابر، حين نُسلب إحسان إمام يحيي خطبة الجمعة بقذائف
الحق والإيمان بعد أن مللنا الخطب المكتوبة على الأوراق، فاعلم أننا مفلسون.
حين تُهدى
جائزة نوبل المضحكة للسلام لمن أجبروا الإسلاميين على التنازل عن الحكم بالتهديد والوعيد
ولا تُعطى لمن تنازل عن حقه الشرعي وخيَّر صون البلاد والعباد من فتنة قد تأتي
نارها على الجبال والمهاد، فاعلم أننا مفلسون.
حين تغرب شمس
الحقيقة ويأفل نجم الصدق وتغوص الأخلاق في لجج الظلمات ومخازي الكذب والتلفيق
والتشهير والنفاق، حين يعلو السباب ويسمو الشتم، حين يهرف الرويبضة ويتنهد
الحكيم، حين ينهق الحمار ويسكت العندليب، فاعلم أننا مفلسون.
حين تجحد
الضحية حقها ويكرم الجلاد، حين يبكي الغزال ويضحك الصياد، فاعلم أننا مفلسون،
مفلسون، مفلسون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق