عمرتي ... علموا الأطفال وهم يلعبون

إذا كنت تتسائل عن الهدية المناسبة التي يمكن اقتناؤها لصديق أو قريب وتريدها أن تكون متميزة وفريدة من نوعها فلا
 تتردد : ضالتك هي لعبة فكرية مسلية، اسمها "عمرتي" وصنعها تونسي، تبدأ في الأرض وتأخذك إلى السماء. هي حلم تونسي شاب بدأ في 2010 ورأى النور في 2012، فهنيئا للأيادي الخيرة، هنيئا لصاحب المشروع ولكل من ساعده في إنجاز هذا العمل النافع والمتقن.

لعبة عمرتي  مصممة للأطفال من 10 سنوات فما فوق وهي تهدف (بالإضافة إلى تعليمهم مناسك العمرة) إلى تثقيفهم دينيا، فلا يمكن لللاعب أن يتقدم خطوة إلا إذا أحسن الإجابة على سؤال في إحدى المجالات التالية : حديث، سيرة نبوية، فقه، قرآن وتاريخ الإسلام. ويمكن لللاعب أن يختار إما الإجابة مباشرة أو اللجوء إلى الاحتمالات مما يزيد أو ينقص في عدد الخطوات التي يتقدم بها. ومما أعجبني كثيرا أن اللعبة رغم اعتمادها على ثقافة الطفل الدينية العامة إلا أنها  تعتمد كذلك على قدر لا بأس به من الحظ وهو ما يضفي عليها طابعا مرحا فتكون بذلك لعبة مفيدة ومسلية في آن واحد.  كما أن وجوب تكرار "الله أكبر" لدى المرور بالحجر الأسود عند الطواف يعطي إحساسا بالواقعية ويقرب الأجواء الحقيقية للعمرة.

أعجبني أيضا الإتقان الذي لمسته في جوانب اللعبة، الطبعة جيدة جدا والألوان جميلة، طريقة اللعب سهلة ومفصلة، تحصلت على مصادقة شرعية من شيخين كريمين وقرص يحتوي على المراجع إلى جانب مائتي سؤال بأجوبتها المفصلة. لم أعد طفلة لكني تعلمت  من هذه اللعبة واستمتعت بها كثيرا وتمنيت أن ألعبها قبل ذهابي لأداء مناسك العمرة التي تعلمتها بالممارسة مباشرة وكنت أجهلها قبل ذلك. ذكرني هذا العمل الجميل بشعار برنامج خواطر :  

لعبة أنصح بها الجميع وتستحق كل التشجيع فهي لؤلؤة فريدة في عصر "الكثرة من غير بركة" وهي البديل الجميل  للألعاب الأجنبية و السبونج بوبية التي مللناها، هي لعبة هادفة في مغزاها، غنية بمحتواها، مسلية وممتعة ونافعة ومتقنة في صنعها ومرماها. 

هي أخيرا نموذج للشباب المسلم الطموح المنتج المبدع الإيجابي العملي الذي نتمنى له التوفيق والنجاح 

وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ 

 :) لعبة عمرتي من هنا وهنا وإن شاء الله قريبا في جميع أنحاء العالم