10/04/2018

تسول 5 نجوم




من عجائب هذا الزمن أن تتطور جميع المهن حتى مهنة التسول المحترمة. ومن ذلك أن ترى امرأة شابة مكتملة الجسم والصحة  تجلس على قارعة الطريق تهتف بالمارين تستوقفهم تبادرهم بتلك الكلمة السحرية المشهورة في صفوف الشعب التونسي الأبي : "سامحني". تسمعها خاصة في أماكن الازدحام حين تدعسك رِجل أحدهم في حافلة أو قطار أو سوق مكتظ أو حتى مخبزة! تستعمل صاحبتنا هذه الكلمة لتستوقف ضحاياها ولتبدأ حوارا ما ينتهي بأخذها بعض النقود من أحد المغفلين المساكين.

ولا تظنن أنها تتربع على الرصيف تتعرض لنفحات المسكنة والبؤس بل هي تجلس جلسة محترمة في درج صغير أمام بيت مثلا. تبدو للوهلة الأولى كأي مواطنة صالحة قعدت لتستريح ثم تواصل المسير. لكني حين رأيتها اليوم وأنا أحث الخطى إلى مقر عملي قلت سبحان الله. يا للوقاحة! فهي لا تبحث عن اللقمة الباردة فحسب بل تبحث عمن يضعها في فيها دون أن تحرك ساكنا. مرحبا بكم يا سادة هذه آخر صيحات الشحاذة. لم العناء والوقوف لساعات أو التسكع في الشوارع تحت الشمس الحامية؟ لم التعرض لدفقات المطر الباردة؟ أنا أجلس والزبائن يأتون عندي ويقفون على "بابي" ويدفعون لي. أليست هذه عبقرية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Cher journal

Cher journal En ce temps de sécheresse artistique et d'absence de vrais tourments et de réels "problématiques" dans ...