ماذا لو وضعت قدمي زوجك في الماء الساخن عند عودته إلى البيت يا سيدتي؟ ألا يكون ذلك
شبيها بالماء الساخن الذي تعدينه ليستحم فيه صغيرك؟ لم لا تكونين أما حنونا لزوجك؟
ألم يُمض الساعات الطوال في المكتب ببدلته الرسمية وجواربه وحذائه طلبا للرزق؟ أليس
من الرائع لهاتين القدمين اللتين تسعيان كل صباح لتأمين حاجاتك و تكثران الخطو إلى
المساجد أن تنعما بشيء من الراحة بعد جهد طويل، فتتحرران من سجن الجوارب والأحذية لتسبحا
في ماء دافئ مملح بحرية؟ ماء قد تضيفين إليه شيئا من الزيوت الأساسية الزكية لتضفي
على التجربة لمسة سحرية؟ ألا تحبين أن يصنع لك زوجك مثل هذا إن كنت مكانه؟ لم لا نحب
لغيرنا ما نحبه لأنفسنا؟ أليس ذلك من علامات الإيمان الحق الكامل؟ ألم يقل المصطفى
عليه الصلاة والسلام "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه"؟
سيدتي، إن كنت حقا تعرفين
مَن زوجك وأي نوع من الرجال هو، إن كنت قد أحسنت الاختيار على الأسس الشرعية فوهبت
نفسك لذا خلق ودين فكنت ممن قال فيهم سبحانه وتعالى : " الطيبون للطيبات والطيبات للطيبين" ، إن أكرمك
الله بزوج تقي ومحب ووفي فهل تخشين على نفسك من تدليله وترين في ذلك ذلا لك وانتقاصا
من كرامتك؟ أختي إن هذا حال النساء اللاتي لا يثقن في أزواجهن ولا في أنفسهن ولا يعرفن
معنى الحب الصافي النقي من كل الحسابات والتصفيات.
بل هو حال من لا يعرف الله لأن من عرف الله عامل الناس بأحسن الخلق فهو جوهر الدين ومفتاح السعادة للعالمين ولأن هذا المؤمن إنما ينتظر الأجر من الله ويرجو ثوابه متعة في الدنيا بإسعاد الآخرين ثم جنة الخلد في عليين. فسبحان الله العلي العظيم، متى صار تدليل الزوج والترويح عنه ومواساته ومراعاته انتقاصا للمرأة يسبب حالة من الهستيريا في مجلس وطني تأسيسي لتناصف أخرق ومناصفة حمقاء.
بل هو حال من لا يعرف الله لأن من عرف الله عامل الناس بأحسن الخلق فهو جوهر الدين ومفتاح السعادة للعالمين ولأن هذا المؤمن إنما ينتظر الأجر من الله ويرجو ثوابه متعة في الدنيا بإسعاد الآخرين ثم جنة الخلد في عليين. فسبحان الله العلي العظيم، متى صار تدليل الزوج والترويح عنه ومواساته ومراعاته انتقاصا للمرأة يسبب حالة من الهستيريا في مجلس وطني تأسيسي لتناصف أخرق ومناصفة حمقاء.
لكن أسفي عليك يا إسلام، ليس
هناك من يمثلك تمثيلا مشرفا، لا أرى لك من أبواق إلا أناسا هستيريين عصبيين مضحكين
مبكين أمثال القصاص وبن سوقير. إبراهيم القصاص قال جملة في غاية الروعة : "المرأة
الباهية هي الي تحط رجلين راجلها في الماء السخون كي يروح للدار" وكم أتمنى أن
أكون تلك المرأة "الباهية"، وكم هي نادرة تلك المرأة "الباهية".
لكن القصاص أمام سيل الاحتجاجات التي لا نرى عُشرها إذا سُبت الجلالة تمادى في الاستفزاز
الأرعن وقال حديثا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يستشهد به بعض المتهافتين ليؤسسوا
به نوع العلاقة بين المرأة والرجل والحال أن الله سبحانه وتعالى قد قال من فوق سبع
سماوات : "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف".
ونظرا لجهلنا المبين بديننا حتى
صرنا نحفظ القرآن ولا نفقه منه إلا النزر اليسير ونحفظ بعض الأحاديث ولا نعلم سياقها
ولا مناسبتها فلا نحسن تنزيلها في المكان المناسب ولا الاستشهاد بها على الوجه الذي
يرضي الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ولا أستثني نفسي أبدا ... وبالتالي عوض أن نحسن
لديننا نسيئ إليه وكما قال إمام الدعاة وأديب الجهاد الشيخ محمد الغزالي رحمه الله
"الإسلام قضية عادلة يدافع عنها محامون فاشلون". لهذه الأسباب أردت أن أكتب
هذه السطور وأهزم نفسي الأمارة بالبخل والقنوط وهاكم يا أحبتي قصة الحديث الشهير حتى
ننفض عن تاريخنا وسنتنا بعض الغبار ...
لمَّا قدِم معاذُ بنُ جبلٍ من
الشَّامِ سجد للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم ما هذا قال يا رسولَ اللهِ قدِمتُ الشَّامَ فوجدتُهم يسجدون لبطارقتِهم وأساقفِهم
فأردتُ أن أفعلَ ذلك بك قال فلا تفعلْ فإنِّي لو أمرتُ شيئًا أن يسجُدَ لشيءٍ لأمرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِهاوالَّذي نفسي بيدِه لا تؤدِّي المرأةُ حقَّ ربِّها
حتَّى تؤدِّيَ حقَّ زوجِها
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
وإليكم بقية الروايات في هذا الرابط: الدرر السنية
ألا يبدو هذا جميلا؟ لكني أثناء بحثي وجدت أن هناك من
ينكر هذه الرواية حيث لم يثبت أن سيدنا معاذا سجد للرسول صلى الله عليه وسلم. حسنا،
لنفرض أن هذه الرواية باطلة فهل نخجل بديننا وبحديث ثابت متواتر أم نضيف إليه بعض
الأحاديث الرائعة الخالدة لتكتمل الصورة فنجتزأ بذلك عن التفسير والتعليل والتبيين
الطويل؟ فحيث تعجز أفواه المحامين وتُغرم أنوف أعداء الدين والجاهلين
ينطق الحق المبين فإذا الباطل زهوق مَهين. إخواني إليكم هذا التذكير بما ورد في
السنة المطهرة
خيرُكم خيرُكم لأَهلِه وأنا خيرُكُم لأَهلي ما أكرمَ النِّساءَ إلَّا كريمٌ ولا أهانَهُنَّ إلا لئيمٌ
الراوي: علي بن أبي
طالب المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم:4102
خلاصة حكم المحدث: صحيح
إنَّما النساءُ شقائقُ الرجالِ
الراوي: عائشة و أنس
بن مالك المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 2560
خلاصة حكم المحدث: صحيح
استوصوا بالنساء خيرا ؛
فإن المرأة خلقت من ضلع، و إن أعوج شيء في الضلع أعلاه ؛ فإن ذهبت تقيمه كسرته، و إن
تركته لم يزل أعوج ؛ فاستوصوا بالنساء خيرا
الراوي: أبو هريرة المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 1012
خلاصة حكم المحدث: صحيح
مَن كانَ لَهُ ثلاثُ بَناتٍ فصبرَ
عليهنَّ، وأطعمَهُنَّ، وسقاهنَّ، وَكَساهنَّ مِن جِدَتِهِ
كنَّ لَهُ حجابًا منَالنَّارِ يومَ القيامَةِ
الراوي: عقبة بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة
أو الرقم: 2974
خلاصة حكم المحدث: صحيح
هذا نزر يسير من بدائع سنتنا
أما القرآن فحدث ولا حرج، هناك آيات أعجبُ لها ويطيش عقلي من روعة دلالتها وقوة لهجتها.
سبحان الذي أمعن في بيان حق المرأة والدفاع عنها والانتصار لها. والله إن في سورتي
النساء والطلاق وفي غيرها من السور ما يُدمع العين ويجعل القلب يختلج في الصدر فرحا
وإيمانا بل ويقينا برعاية إلاهية وعدالة خارقة تعجز أمامها جميع دساتير العالم. هل
سمعتم لربكم حين يقول:
يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا
رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي
تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
(الآية ١ )
هذه أول آية في سورة النساء،
يأمر الله فيها بالتقوى مرتين. ثم يأمر سبحانه وتعالى الرجال أن يعطوا المرأة
حقها من مهر
وَآتُواْ النِّسَاء
صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا
فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا
(الآية ٤ )
نحن لا نحفظ من القرآن إلا
للذكر مثل حظ الأنثيين لكننا نجهل تمام الجهل أن المرأة ترث مثل الرجل أو أكثر منه
في تسع عشرة حالة وأنها كانت محرومة أصلا من الميراث إلى أن حكم الله بعدله
لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ
مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا
مَّفْرُوضًا
(الآية ٧ )
ثم يقول تبارك وتعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن
تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ
بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن
كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا
وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا
(الآية ١٩ )
والله لا أدري إن كانت روعة هذه الآية
تحتاج إلى بيان ووالله إن لساني لعاجز أمام رونقها، فبعد النهي عن ظلم المرأة وأكل
حقها وبعد الأمر بحسن عشرتها، فحتى إن كرهها زوجها، الله لا يأمره بتركها بل يبشره
بأن فيها خيرا كثيرا. وما أحسبني توقعت هذا عند قراءة هذه الآية لأول مرة في حياتي
بل إني كنت أنتظر أن يقول الله إن كرهتموهن فاتركوهن أو فطلقوهن لكنه سبحانه قال ما
لا يقوله إلا الحليم العظيم من فوق سبع سماوات فسبحانه ثم سبحانه ثم سبحانه من إلاه
علي كريم.
فإذا ما انتقلتَ إلى الآية التي
تليها وجدتَ الله ينافح عن المرأة نفاحا شديدا. كان يمكن أن يقف عند النهي لكنه زاد
عليه بالإنكار والزجر والانتهار، ألا يذكركم هذا بالأب المحب الذي يذود عن حمى ابنته
العزيزة أو الزوج الغيور الذي يدافع عن زوجته الحبيبة أو الفارس المغوار يصول صولة
الليث انتصارا لامرأة ضعيفة ؟ أما والله إن الله أعلى وأجل وأقدر وأكبر ولله المثل
الأعلى وله الفضل والمنة وله الحمد حمدا كثيرا يليق بجلاله وجماله وعدله ورحمته وإحسانه
وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ
زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ
بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا
(الآية ٢٠ )
هل انتهى الأمر؟ كلا، الله لا يزال غاضبا
ساخطا زاجرا ناهرا متوعدا لكل من تحدثة نفسه بأكل حق المرأة وهذه آية تقشعر لها جلود
الظالمين
وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ
إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا
(الآية ٢١ )
ثم انظر كيف يتكلم الله
عن الزواج وقداسته وبأنه ميثاق غليظ ومسؤولية جسيمة وقوامة تكليف عظيمة للرجال
وانظر لعبارة "وقد أفضى بعضكم إلى بعض" وقارن كل هذا بما تقدمه البرامج
الساقطة والقنوات الهابطة من هتك لأستار البيوت وكشف للعورات وفضح للسوءات! فهل نحتاج
بعد هذا إلى التسول على موائد الدساتير الوضعية أو الاسترزاق على أبواب الأعراف العالمية
أو ما يسمونه بالقيم الإنسانية؟ هل نحن مفتقرون إلى محامين سفهاء يخرجون علينا بوجوه
كالحة ويتطاولون على رب الأرض والسماء منددين بظلم المرأة في القرآن؟ قاتل الله الجهل
والكفر.
أما سورة الطلاق وما أدراك ما سورة الطلاق فلم أرَ في القرآن
كله هذا الكم الهائل من عبارات المواساة وبث الأمل وجميل الوعد متجمعا في صفحة واحدة
وفي سورة لا يتجاوز عدد آياتها الاثنا عشرة آية. وهي تشترك مع سورة النساء في تبيين
حق النساء وحث الرجال على تقوى الله فيهن ومعاشرتهن أو مفارقتهن بالمعروف ومن
ثم كأني بالله يواسي النساء خاصة اللواتي ابتلين بالطلاق فلا يفتؤ يبشرهن بالخير والفرج
ويربط ذلك بالتقوى:
لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ
بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا
(الآية ١ )
وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا
(الآية ٢ )
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ
(الآية ٣ )
وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ
أَمْرِهِ يُسْرًا
(الآية ٤ )
وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ
وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا
(الآية ٥ )
سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا
(الآية ٧ )
الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها
نعمة والحمد لله أن ربي الله وأن كتابي القرآن وأن معلمي ورسولي
محمد صلى الله عليه وسلم. والله لا أزيد بعد هذا حرفا!
بارك الله فيك كتبت فأجدت , أول ما حضرني عندما سمعت دلك الدعي يرقص في المجلس حديث أن رسول الله كان يقبل عائشة عند دخوله للبيت وحديث انه كان يخصف نعله ويخيط ثوبه وهو ما يستهجنه كثير من الرجال اليوم
ردحذفنسأل الله الهداية