5/05/2017

سامحينا يا أمي

  


بكيتِ حتى احتار الدمع لمأتمك
سهرتِ حتى تعب القمر
صبرتِ حتى عجِب القدر
بذلتِ حتى انقطع نَفَس البَذل
درّستِ وعلمتِ وكافحت وجاهدت واجتهدت
فمرة أخطأتِ ومرات أصبت وصوبت وقومت

يا من صار ليلك نهارا وجرت دموعك أنهارا
يا من ربيتنا صغارا وربيت هموما في قلبك علينا كبارا
يا من حملتنا تسع شهور وأعواما وأعمارا
يا من حرصت على غرسنا حتى صرنا أزهارا
هلا كففنا عنك شرنا إن لم نكن باذلين لك الخير أمدادا
هلا رحمناك من كرب وهم ضربناه عليك أسدادا

رحماك ربي، ما بالنا لا نرفع عنك بلائنا
أما كفاك ما عملت أيا مطعمة الطعام؟
 متى نتركك تعيشين أيام تقاعدك في سلام
يا من تقومين الليل والناس نيام
تقول ساعة الحائط أن قطار العمر يجري بك إلى السبعين
لكنني والله أراك تجاهدين كبنت العشرين
كل يوم طبخ وكنس وغسل وجهاد في الدار
لا تكفيك ساعات اليوم فتصلين الليل بالنهار
وكل حين شجون وهموم وأكدار

فالكبرى أتعبها أولادها الثلاثة والآن ستضع رابعة وقد دق عودها وشحب لونها
والصغرى بتوأمين تغيب عنهما سحابة النهار في عمل مضني ثم تأتي من شدة الإرهاق تبكي
وما بينهما توأمتان بعيدا عنك تسكنان
الأولى ابنها مريض والثانية تكاد من هول ابنيها تشيب
والطقس كئيب
وسنون الأمراض مديدة وأنواع الأقراص عديدة تصطف في حلقك صباح مساء

سامحينا يا أمي فطعامك لذيذ وحديثك لطيف وروحك خفيف
اعذرينا يا أما حنونا قد صار لكل منا بيت وزوج وأولاد
قد تعلمنا معنى الأمومة ورزقك الله بأحفاد
تلك آلاء الله علينا وغدا يكبر الأولاد
وغدا أرجو أن ترينهم رجالا وبنات

سامحيني يا أمي هنا تسكت الكلمات


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Cher journal

Cher journal En ce temps de sécheresse artistique et d'absence de vrais tourments et de réels "problématiques" dans ...