في ليلة من ليالي الشتاء الباردة في سنوات الجمر الداكنة سرني أن أكتشف جرأة داعية، كنت أتنقل بين الفضائيات فوجدت هذا الرجل صبيح الوجه، فصيح اللسان، قوي البيان، يطالعني في برنامج اسمه "ساعة صراحة" على قناة الراي الكويتية ويا لها من صراحة ! وجدته يتكلم عن مأساتنا في تونس، عن الحرب التي شنها فرعون وجنوده على الحجاب. كان ذلك في عام 2006 وكم سرني أن يوجد مثل هذا البرنامج الجريء في قناة عربية تنتقد النظام الجائر ولا تطرف لها عين. أعجبتني صراحة الرجل وكان كلامه واهتمامه بقضيتنا عزاءا لي في وحدتي.
ومرت السنون وحدث ما تعلمون... حدث أن اجتث الله من أرض الإسلام طاغيتها، شاء الله أن تنطلق الشرارة الأولى من الأرض ذاتها التي تعرضت لأكبر حملة تشويه وتغريب عن دينها وجذورها. شاء العلي القدير أن يكون شين الهاربين، مطاردُ المحجبات والملتحين، مغلق أبواب المساجد، مهدم الصوامع، محارب الدين، شاء العزيز الحكيم أن يذله في طرفة عين وينزع عنه الملك الذي تربع على عرشه سنين. ومن ثمار نعمة الله علينا أن فتحت الأبواب أمام الجمعيات لاستضافة العلماء والدعاة. ولكن في كل مرة يقوم بنو علمان بإثارة الفتن ويلفقون لضيوفنا الكرام التهم ويصيحون ويولولون على استقلالية البلاد ويتمرغون على تابوت الحداثة والحال أنهم لا يطيقون انتصار الإسلام في أرض الإسلام. حتى أن نبيل العوضي بطبعه الهادئ الرصين لم يسلم من دنائتهم وغرهم خلقة الكريم فتمادوا في غيهم، حتى قال قائلهم مخاطبا الشيخ الفاضل : "يا شيخ أو يا أستاذ أو يا دكتور" فيا لقلة الحياء وسوء الأدب، يا للوقاحة والصفاقة والخساسة، شاهت الوجوه
صحفجي كان يشارك في جريمة استبلاه الشعب وتخديره وتدجينه ببرامج رياضية تمتد ساعات وساعات ثم يلتحق بزمرة المطبلين المهللين لبوه الحنين وأخيرا يستضيف وجها بارزا من وجوه الفساد فيتصاغر أمامه ويتقازم، أما إذا تحدث مع شيخ كبير ورجل حازم جريء فاضل فاعل عالم عامل، وجدته يتجهم ويتهجم عليه فتارة يقطع عنه الكلام وتارة يناديه باسمه بل وصلت به الدناءة أن صاح بوجه وزيرة شؤون المرأة والأسرة أن تفعل كل ما في وسعها لطرد هذا الشيخ الذي يهدد الطفولة ! ألا تربت يداه ووا أسفاه، نحن في زمن كثرت فيه المحن وساد إلاه الدرهم والدينار فمن يملك الأموال يفتح بها قنوات ويفعل فيها وفينا ما يشاء!
جاء الشيخ الفاضل ليكرم الفتيات الصغيرات المحجبات ويشاركهن فرحتهن
قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
وليطلق حملة المليون حافظ للقرآن فهال المشهد البهيج بني علمان وألفوا ينددون بالتعدي على براءة الأطفال وكأن الحجاب لبس من عمل الشيطان ، ونسوا عهر القناة اللا وطنية البنفسجية أيام المأسوف على شبابه بن علي عندما كان سفيان الشعري ومن وراءه سامي الفهري (واحد في القبر رحمه الله والثاني في السجن) يتاجرون ببراءة الطفولة ويعلمون أبنائنا وبناتنا الرقص والغناء والعري والإغراء والتشبه بالكبار وتقليد الكفار! لم ينتصر حينها بنو حدثوت لحقوق الأطفال بل أعجبهم المنظر. أما أن تتزين صغيراتنا بلباس التقوى والعفاف فهو ما لا يطيقون ولا يسكتون عنه ولا يحتملون. وهاهم يكيلون الاتهامات للشيخ الجليل وكأن الفتيات لبسن الحجاب إكراها وكأنه عمل مشين. لكن ماهي إلا سنوات حتى يكبرن ويصرن ملزمات به فلم لا يتعودن عليه منذ الآن إن كانت هذه رغبتهن؟ لماذا يفسح المجال للصغار لتعلم الرقص والتمثيل والغناء والموسيقى منذ سن الثالثة والرابعة وإذا أرادوا لبس الحجاب وتعلم القرآن صارت جريمة ضد الإنسان؟
ولماذا يقع تحريف التاريخ بصورة كهذه ، كأن جداتنا كن يكشفن عوراتهن، أين هو "مريول فضيلة" يا من تتاجرون ببراءة الطفولة؟
لماذا لا ترغون وتزبدون عندما تُنشر صورة لممثلة تونسية عارية البطن تماما وهي حامل في الثامن في المجلات والفضائيات؟!! لم لا تقولون إن مثل هذه التجاوزات دخيلة على ديننا ومجتمعنا وعرفنا وثقافتنا؟
أين أنتم من الشيخ الفاضل المجاهد نبيل عوضي الذي ذهب بنفسه لإغاثة إخوانه في بورما والوقوف على حالهم عندما كنتم تأكلون ملء بطونكم وتنامون ملء جفونكم وتضحكون ملء أشداقكم ؟ أين أنتم من علمه وعمله ودينه وورعه وبذله ؟
ومن قبل تناولت بعض الألسنة الشيخ نبيل العوضي بالتهكم والقدح بسبب هذه اللقطة المجتثة من أرضها مع أن كلامه عين العقل وهو موضوع جد هام لا يسعني التوسع فيه الآن, حسنا، لنترك الشيخ جانبا فهو متخلف ورجعي قادم من الصحراء ولننظر من زاوية غربية حداثية بحتة، اقرؤوا إن شئتم هذا المقال باللغة الفرنسية :)
وأخيرا رغم أن بني جهلوت حدثوت حسدوت يفسدون علينا فرحتنا في كل مرة إلا أننا لا نعبأ بهم بل نستبشر بحضور شيخنا الكريم بيننا وتجواله في مختلف مدننا ونشد على أيديه وندعو له بمزيد من التوفيق والنجاح وأن يجزيه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء ويوفقه لما يحبه ويرضاه وينفع به الأمة ويزود له في الهمة ويبوأه أعلى المراتب في الجنة
هذا نبيل العوضي وكما قال زميله في النضال وما أحسنه من مقال : قل موتوا بغيضكم
ب.س, لا أستطيع المرور دون أن أوجه كلمة لشيخ روحو السياسي عبد الفتاح مورو وسأقولها بالفغنسي لأن الفغنسي : يعبر أكثر
Tu me dégoutes, et ça sera pas la première fois
مسك الختام كلمة حق مجلجلة من فخر تونس الشيخ العالم المجاهد البشير بن حسن وصورة فيها رسالة مضمونة الوصول للحداثويين