4/19/2011

أنا عربيَة




كيف و متى أصبحنا غرباء ؟ كيف و لم تحوَلت  جنتنا إلى صحراء ؟ أتذكرين عندما كنا نتسامر، نتجالس و نتدبر ؟ كنت أقضي معك    يومي كلَه  ثم جزءا من ليلي أستمع إلى حديثك و لا أملُه.  فمالي اليوم أقف على أعتابك كالبلهاء ؟ مال أصابعي تتعثر أمام لوحة المفاتيح، تطيل النظر، تعيد البحث عن حروفك ثم تعود إلي خائبة تتأوَه ؟

حزني و أسفي كبيران، جرحي و ألمي عميقان، عيناي بالدمع مغرورقتان، فرائصي و جوارحي بحمى المرض ترتعدان. أين أنا منك يا عربية ؟ أين أنت مني يا لغة  أردتها في نفسي حية؟ كم طال الزمان، كم مضت بنا السنون و سرقت منا الأعوام. أصبحت أخشى  عجزي أمامك، بتّ أبحث عنك فلا أجدك. أخذَت مكانك بقايا الاستعمار و أجهزَت عليك بطاقة الاختيار، و تخلّى عنك قومك بالتّخلّف و الاستهتار فوقفت شاردة و طال بك الانتظار، بل كاد يطويك النسيان و يفوتك القطار... يا للعار ! 

باعدت بيننا الأيام و المحطات، حتّى صرنا غرباء تماما كغربة الأحياء بين الأموات، أصبح قلمي يتردد بين يديك، لكنّ قرطاسي يهفو إليك و  نفسي ترنو إلى الزمن الجميل، زمن الطفولة المراهقة و المطالعة من الصبح إلى الأصيل، بل إلى ليل الصيف القصير. لا أملّ و لا أكلّ و عيناي تلتهمان بنهم الحروف و الكلمات، أمسي على القراءة و أصبح هل من مزيد ؟ ناولني الكتاب هات. تتطاير الصفحات و تحملني في رحلة جميلة تتحدّى الأزمنة و المسافات. في كل صيف تتجدّد المهرجانات، تُحييها أنت بروعتك يا بديعة الوصف و العبارات ، و أشارك فيها أنا و الأخوات حيث نتقاسم الغنائم و الويل لمن تُحدّث الأخرى بما اكتشفت من عجيب الروايات في زقاق المدق فتنتقم منها أختها و تفضح لها حكاية خان الخليلي. يا لها من ذكريات رائعة بين القصرين و في قصر الشوق إلى الاسكندرية، فكليلة و دمنة ثم الفضيلة و في سبيل التاج، ثرثرة فوق النيل ثم اليوم الأخير. آه يا ذاكرة خانتني، قرأت الكثير الكثير فكانت اللغة سلاحي، أستعين بها لرفع درجاتي. لا أبالي إذا ما صنتها ماذا يكون سؤالي، في التاريخ أو الجغرافيا، في التربية المدنية أو الإسلامية، سلاحي في يدي و اسمه عربية. أذود بها عن أفكاري بكل طلاقة و حرية. لكنني اليوم

اليوم أجدني مترددة، أكاد أكون غبية، أجدني رعناء في حضرة العربية: لا لغة جميلة و لا معاني نبيلة و لا طلاقة و لا جمالا. أصبحت أكتب عربية عادية جدباء، لا تكلم القلب و لا تداعب الخواطر, ليس فيها إبداع و لا تلامس المشاعر. كيف لا و قد تركتك منذ سنين، و لم أعد أتعهدك من حين إلى حين، بل لولا القرآن لانقطع بنا حبل الوتين. كم يسرني أن أستعيدك من جديد، اعلمي يا عربيتي أني أريدك، بل أعشقك  ، أقولها و أصيح : 

أنا عربية سجل يا تاريخ ! 

هناك 6 تعليقات:

  1. تي هاك تعرف تكتب بالعربي... أنا قلت هاذي فرنكوفونية و لا تجيد لغة الضاد كيف برشا قننوات ههههه جميلة منك برمرم

    ردحذف
  2. dommage , je ne comprends rien !!!!!!!!!
    c'est frustrant , bien fait pour moi , il fallait apprendre votre jolie langue bien mélodieuse .

    ردحذف
  3. مقال جميل يطرح موضوعا هامّا ...
    كتاب "الفضيلة" الذي ترجمه مصطفى لطفي المنفلوطي ( أعتقد ذلك ) من أجمل الكتب التي طالعتها ...

    ردحذف
  4. وكأني قرأت وعداً بين السطور أنك لن تبخلي علينا بنصوص أخرى باللغة العربية ;))
    برموفات تو فا بيان ما جراند سورات ؟
    :p:p:p

    ردحذف
  5. لغة لا تزال وستزال اول لغة في العالم من حيث عدد مفرداتها
    لغة انفردت على باقي اللغات بدقة ورهافة مصطلحاتها
    هذه اللغة تعاني اليوم من تراجعها لتقصير مراكز الدراسات على ترجمة المصطلحات العلمية الحديثة
    فلغة العلم اليوم هي الانقليزية وامام تقدم الابحاث يضاف الى هذه اللغة يوميا عدد جديد من المصطلحات سرعان ماتقوم باقي اللغات مثل الفرنسية والالمانية بترجمتها لتواكب دوما احدث الابحاث
    لكن في غياب مراكز ابحاث عربية متقدمة يجد الباحث العربي نفسه مجبورا على كتابة اطروحاته بلغات اجنبية ...
    لكنها ستعود باذن الله لغة العلم و لغة الريادة ...

    فيكفيها فخرا انها لغة القران
    ويكفينا شرف انها لغة اهل الجنة
    و الحمد لله انها لغتنا الام ...

    ردحذف
  6. @ Aircool : ey méla winek toi ? :p ya weldi el 3arbi howwa el asl wel bé9i ta9lid :5obza:

    merci fiston :shy:

    @ Valérie : oh je comprends ta frustration, d'autant plus que l'arabe est l'une des langues les plus riches et les plus belles au monde ! Bon je vais pas être méchante et te renvoyer vers google translator :p je te fais un petit résumé : dans cet article intitulé "je suis arabe", il est question de langue arabe justement, je reviens sur mes souvenirs d'enfance et d'adolescence quand je lisais des tonnes de romans en arabe avec mes sœurs en été, je déplore le fait que je me suis trop éloignée de ma langue maternelle finalement, au point de me sentir incapable d'écrire un bien joli texte avec.. voilà grosso modo :)

    @ lili : merci ma jolie, oui tu ne te trompes pas pour "al fathila", tu sais je l'ai relu il y a quelques mois, c'est un excellent roman très joliment écrit !

    @ Agenda: ey hak talla3t, enfin je vais essayer.. bon c'est pas la 1ère fois non plus que j'écris en arabe sur mon blog :p
    oui ça va merci :) j'espère qu'il en est de même pour toi :)

    @Houcemedine : bien analysé, bien dit, merci !

    ردحذف

Cher journal

Cher journal En ce temps de sécheresse artistique et d'absence de vrais tourments et de réels "problématiques" dans ...